ولما اشتد ضرر المشركين بالمسلمين في مكة؛ وأمر الله تعالى نبيه وأصحابه بالهجرة من هناك، ولم يخبرهم النبي مباشرة بالوجهة، حتى لا يتمكن المشركون من منعهم من الهجرة. وعندما جاء الوقت المناسب، قال الرسول – صلى الله عليه وسلم – أخيرًا أعلن الوجهة، وهي المدينة المنورة، ومن الأسئلة التي يجب أن يعرفها كل مسلم. جوابها: ما هو أول عمل قام به النبي بالمدينة؟
أول عمل قام به النبي في المدينة المنورة بعد هجرته من مكة هو بناء المسجد النبوي. ولما وصل – صلى الله عليه وسلم – إلى المدينة؛ وبارك ناقته أرض غلامين، فذهب – عليه الصلاة والسلام – وأقام في دار أبي أيوب الأنصاري – رضي الله عنه – وأمر أصحابه ببناء مسجد على نفس الأرض التي بارك فيها الجمل.
وكان صلى الله عليه وسلم قد طلب من أصحاب الأرض شراءها، وقيل إنها لأيتام النجار، فأبوا أن يبيعوها بثمن، لأنهم أرادوا إعطائها. . لله ورسوله دون أن يبيعه. وقد روى الإمام البخاري – رحمه الله – في صحيحه عن أنس بن مالك – رضي الله عنه. وعنه قال: (ثم قال: أمر ببناء المسجد، فأرسل إلى ملأ بني النجار، فجاءوا، فقال: يا بني النجار، أنا الثامن في هذا) جدارك، قالوا: لا والله، لا نسأل ثمنه إلا على الله). لكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقبلها، وأعطاهم حقهم.
إقرأ أيضا:أكبر قبيلة في السعودية في العدد 2025اقرأ أيضاً: أحاديث في فضل المسجد
أعمال النبي في المدينة المنورة
بناء المسجد
وقد أمر النبي – صلى الله عليه وسلم – بقطع النخل واستعمالها في بناء المسجد. وأمر أيضًا بترميم الآثار، وقد ثبت ذلك عنه فيما رواه أنس بن مالك قال: (كانت قبور المشركين، وفيها خراب، وفيها النخل) فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسلام على قبور المشركين فنبشوا، وقبور الخراب وهدموا فوضعت الأرض، وقطعت النخل، قال: «فاصطفوا النخل نحو المسجد».
وتم بناء المسجد خلال أربعة عشر يوماً، لأن الجميع شارك في بنائه. وحتى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ساعد في نقل الحجارة. وعن عروة بن الزبير: (ووافق رسول الله صلى الله عليه وسلم على حمل الحجارة في البناء فقال: ويحمل اللبن: هذا الحامل، وليس الحامل من خيبر، هذا) أعدل وأزكى من ربنا، فيقول: اللهم جزاء الآخرة، فارحم الأنصار والمهاجرة.
ولما تم البناء بنيت حوله غرف للنبي (صلى الله عليه وسلم) وأزواجه (رضي الله عنهم). ولذلك يحظى المسجد باهتمام كبير في الإسلام، لأنه من أكبر مظاهر الدولة الإسلامية، وتقام فيه الصلوات الخمس، وهو مكان للذكرى والعبادة والتعلم والاجتماع والتكافل بين الجميع. المسلمين .
إقرأ أيضا:كم تبعد خميس مشيط عن أبها 2025اقرأ أيضاً: معلومات للأطفال عن الهجرة النبوية
التآخي بين المهاجرين والأنصار
وقد حرص الرسول – صلى الله عليه وسلم – على الأخوة بين المهاجرين والأنصار، ولم يشهد التاريخ مثلها. حيث – عليه الصلاة والسلام – آخى بينهم في كثير من الأمور. بالسكن والملبس وحتى الميراث، حتى قال الله تعالى أنه لا يجوز الميراث إلا للقرابة.
وقد شهد الله تعالى لهم في القرآن وأثنى عليهم. وبسبب صدق الأنصار في موالاة إخوانهم المهاجرين، قال – سبحانه -: (والذين عاشوا في الأرض والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم، ويجدون فيهم لا حاجة إلى ما أوتاهم وانظر إلى أنفسهم ولو كانوا في فقر ومن يوق شحهم فأولئك هم المفلحون).
وقد احتفظ النبي – صلى الله عليه وسلم – للأنصار بحقهم في أموالهم وتجارتهم. ولم يقبل طلب الأنصار بمشاركة نخيلهم مع المهاجرين. بل على العكس من ذلك، فقد اكتفى -صلى الله عليه وسلم- بأن يأمر نفسه بمشاركتهم الثمار وحدهم. وعن أبي هريرة قال: (قالت الأنصار للنبي صلى الله عليه وسلم: اقسم بيننا وبين إخواننا النخل، قال: لا، قال: تزودنا بالنخل). المؤونة ونقسم معك الثمرات، قالوا: سمعنا وأطعنا.
وكان المهاجرون قد أقاموا أخوية مؤقتة حتى يستقروا ويطلبوا معيشتهم في المدينة المنورة، كما قدموا هم أنفسهم، وتركوا أموالهم وتجارتهم في مكة، وتفرغوا للجهاد في سبيل الله عز وجل. وكان الصحابي عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- بمجرد وصوله إلى المدينة تعرف على السوق واشتغل بمهنته وتزوج هناك.
إقرأ أيضا:شروط طلب زيارة عائلية من وزارة الخارجية السعودية 2025اقرأ أيضاً: أحاديث عن هجرة النبي الكريم
وثيقة المدينة
وقد كتب النبي – صلى الله عليه وسلم – كتابا بين أهل المدينة من المهاجرين والأنصار، واليهود. قال ابن إسحاق: «وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابًا بين المهاجرين والأنصار، دعا فيه اليهود فعاهدهم، وأقر لهم دينهم وأموالهم، ووفاوضهم وفاوضهم. “
هذه الوثيقة تسبق غزوة بدر الكبرى، وتحتوي على معاهدة بين يهود المدينة المنورة والمسلمين، وأساسها تنظيم العلاقة بين أفراد المجتمع الذي يسكن المدينة المنورة. فهي بمثابة سلطة قضائية يمثلها الرسول. لله -صلى الله عليه وسلم-، والعودة لجميع من وقع على هذه الوثيقة لله ولرسوله.
اقرأ أيضًا: ما مفهوم الهجرة النبوية؟
مصادر:
المصدر 1
المصدر 2
المصدر 3
المصدر 4
المراجع